عندما يرحل صديق إلى مكان بعيد، تبزغ دائمًا فكرة أن الصداقة لن تنقطع. وكلما كان الصديق مقربًا، كلما كانت الوعود بينك وبينك نفسك أقوى والثقة أكبر في أنه ربما فقط يتغير شكل التواصل بينكما ولكننا سوف نظل أصدقاء حتمًا. ومع تطور وتنوع وسائل التواصل خلال السنوات الأخيرة، أصبح الأمر أكثر تعقيدًا مما يدعو إلى مزيد من الثقة بل والصلف أحيانًا في المبالغة في الثقة. فبالقطع لن يمنعنا شيء أن نرفع جهازنا الصغير إلى مستوى يقترب من وجهنا وأن نلمس شاشته بضع لمسات خفيفة ناعمة لنسكب كل الأفكار والمشاعر وفيضانات الحب والكره والغيرة والرغبة والتداعي وغيرهم. بل أنه في لحظات ربما يتصل بنا الصديق بنفسه لنرى وجهه ونتبادل ما في الأعين من أفكار بدون كلمات. وخلال الأزمات سوف يكون الصديق بجانبك عن طريق منشورات علنية ليَذكرك أمام الجميع بالخير أو ليُذكرك بلحظة مهمة كل هذا صحيح ولكنه يفقد أهميته مع الوقت هذا الصديق يتحول ببطء وببساطة إلى شبح صديق. ذات موجودة وفاعلة ولكنها غير ملموسة. مما يدفعك بين حين وآخر إلى نسيانه أو التشكيك في وجوده أصلاً. تصبح صورته مع الوقت غائمة بغير ما يستجد منه وعنه طريق صور فيس بوك وإنستاجرام في مناسبات ولحظات محسوبة. يصبح كنجم يطل عليك من خلال غلاف مجلة عند بائع الجرائد في التسعينيات. تعرفه ولكنه لا يعرفك
0 Comments
بعد مدة تقترب من ثلاث سنوات أقوم بإنهاء عملي في مركز الچزويت الثقافي بالإسكندرية، كمدير لمركز الدراسات السينمائية، بعد خلاف مع إدارة المركز الحالية خلال عام ٢٠١٨ اختارني الأب فادي جورج - مدير المركز السابق- لكتابة مشروع إعادة إحياء مدرسة السينما والتي كانت قد توقفت بعد توقف الدورة السادسة متعثرة. وهي المدرسة التي أدين لها بدراسة صناعة الأفلام في الدورة الثانية بين عامي ٢٠٠٥ و٢٠٠٧. وعليه قمت بتصميم فكرة مركز الدراسات السكندرية وما يندرج تحته من أنشطة وأهمها مدرسة السينما متضمنًا المنهج وطريقة إختيار الطلبة وتحديد الميزانية المطلوبة. كما قمت باختيار الأستاذ بيتر عادل ليكون مساعدًا لي وبدأنا العمل فعليًا في صيف عام ٢٠١٩ لاختيار طلبة الدفعة السابعة بعد توفير الميزانية بسبب دعم كريم من السفارة الأمريكية بالقاهرة. بدأ العمل واستمر في إطار من التعاون شملنا به جميع العاملين بالمركز قُبيل نهاية العمل مع الدفعة الثامنة عام ٢٠٢١ تم تغيير في إدارة مركز الچزويت الثقافي بالإسكندرية. وأصبح واضحًا بعد عدد من المواقف وجود تغيير جذري في سياسة إدارة المركز. وهو ما أدى إلى تعليقي للعمل يوم ١ فبراير ٢٠٢٢ مع الدفعة التاسعة وتلى هذا عدد من المواقف والرسائل المتبادلة بين جميع الأطراف الوضع الحالي يمكن تلخيصه في توقف عمل المدرسة بعد إعفائي من مهام عملي يوم ٢١ فبراير واستقالة مساعدي الأستاذ بيتر عادل ورحيل جميع طلبة الدفعة التاسعة من المدرسة بعد إرسالهم تسعة رسائل مسببة لإدارة المركز. وعليه، فإنني أعلن إنهاء عملي في مدرسة السينما في مركز الچزويت الثقافي في الإسكندرية اليوم بعد ٥٠ يومًا من متواليات الضغط النفسي ونوبات الغضب والحزن. علماً بأنه تم إعلامي بالتخطيط لجلسة مع "مستشار فض نزاعات" وهي جلسة مرحب بها على كل حال رغم تأخرها وتأجيلها لأكثر من مرة بدون سبب واضح. ورغم عدم وجود "نزاع" من الأساس أود أن أتوجه بالشكر لزملائي من العاملين في المركز واللذين لولا مساندتهم لي واحتضانهم لمدرسة السينما خلال الدفعتين السابقتين لما خرجت النتيجة بهذا الشكل وأخص بالذكر الأساتذة عماد عياد وسامح فوزي وعصام لبيب ومينا ملاك وسوزان الألفي وچينا إميل ومجدولين سمعان وأحمد رمضان ومروان شعبان كما أود التوجه بالشكر والعرفان لجميع الأساتذة والأصدقاء اللذين تبرعوا بوقتهم - وبأجورهم أحيانًا - ليقوموا بلقاء أو بالتدريس لطلبة الثلاث دفعات. وأخص بالذكر فيهم هؤلاء الذين آمنوا بشكل كبير بالمدرسة وبطلبتها وبمشاريعهم وعلى رأسهم الأساتذة والأصدقاء محمد زيدان ومحمد الحديدي ومحمد صلاح وإسلام كمال وهند بكر وتامر السعيد وعلي العدوي وسامح نبيل ومايكل فوزي وهشام جبر وماريو محارب وعماد ماهر وأحمد الغنيمي وأحمد زيان ومارك لطفي ومحمد سمير ومصطفى يوسف وماجد نادر وأحمد ناجي ونادية كامل وندى رياض ومي زايد وميا أنادورتا وفلمنج لينجس (من الدنمارك) وروس كوفمان (من الولايات المتحدة الأمريكية) ومريم نعوم وشريف البنداري وأحمد عبد الله السيد وحسن الجريتلي ومحمد المصري الذي فاق كرمه بالوقت والمجهود والدقة في العمل ما كنا نحلم به كإدارة مدرسة وكطلبة وجود بيتر عادل كان صمام الأمان لي ولطلبة المدرسة على مدار السنوات الثلاثة الماضية. فعليًا كنت قد اخترته للعمل معي كمساعد ولكن انتهى به الأمر في مكانة الشريك. وأصبحت عاجزًا عن تصور أي مشروع لي في المستقبل بدونه. كنت محظوظًا باختياره للعمل معي في إدارة مدرسة السينما وتعلمت منه أكثر مما يعتقد أعتذر لطلبة الدفعة التاسعة التي لم أتمكن من أن أنهي عملي معهم لأسباب خارجة عن إرادتي. لقد ساهمت في اختيار كل واحد منكم للدراسة وأنا على يقين بإمكانياتكم. كما تعلمون، لدي التزام ناحية استكمال مشروع الدراسة الخاص بكم طالما تمسكتم به. وسوف أحاول استكمال هذا المشروع بشكل مستقل بدعم من الأصدقاء والمؤسسات الذين تطوعوا بالفعل للدعم وربما نتمكن من صنع مشاريع تخرج أيضًا مركز الچزويت الثقافي بالإسكندرية هو أحد أهم مراكز النشاط السينمائي في مصر وربما أقدمها وأكثرها تميزًا. تعلمت فيه وأجد نفسي مرتبط به عاطفيًا بشكل كبير. عملي فيه لسنوات سوف يبقى وسامًا على صدري لكونه أيضًا أحد أهم المساحات العامة التي قامت بتوفير نسائم الحرية والإبداع على مدار عقود للجميع في المدينة بدون تمييز. وسوف أظل مدينًا له بما لا يمكنني تسديده. أتذكر بكل العرفان وصادق الود من عاصرتهم من باعثي النهضة الثقافية في الإسكندرية من خلاله؛ السيد فادي چورچ أطال الله في عمره والأب فايز سعد اليسوعي، رحمه الله وددت بهذا النص أن أقوم بتسجيل بعض الحقائق التي أدت إلى نهاية هذا الفصل من علاقتي بمدرسة مدرسة السينما في مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية. عل هذا التسجيل يكون ذا نفع للباحثين والمهتمين بتاريخ الثقافة السينمائية ومدارس السينما في مصر. كما أقوم بهذا النص بطي صفحة كان سطرها الأخير سخيفًا ولكنها كانت في مجملها شديدة المتعة والنفع لي، آملاً أن تكون قد كانت أيضًا نافعة وممتعة لآخرين غيري صباح الخير
يسعدني أن أعلن عن البدء في تسجيل الحلقات الأولى من پودكاست "نضارة خشب". وهو پودكاست سينمائي عربي متخصص في السينما التسجيلية الإبداعية. وهو مشروع خاص بي ولدت فكرته أثناء ساعات الحظر الطويلة خلال الشهور الماضية. الحلقات الأولى منه يتم انتاجها بدعم من معهد جوته في القاهرة ووزارة الخارجية الألمانية تم تسجيل الإعلان التشويقي ويمكن الاستماع إليه حاليًأ كما يمكن متابعة الحلقات التي سوف يتم تسجيلها تباعًا عن طريق صفحة نضارة خشب شهد ذلك العام المرة الأولى ربما التي قررت أن استقل فيها برأيي في مشاهدة الأفلام وأطلب مشاهدة فيلمًا بعيدًا عن الذوق العام المحيط بي. ربما كان عام ١٩٩٩. افتتاح سينما رويال في شارع فؤاد بعد أن أصبحت "رنيسانس رويال". أحد الأعياد، ربما عيد الأضحى. سينما جديدة براقة بثلاث شاشات. أحد أفلام عادل إمام. و"النمس" لمحمود عبد العزيز. و"جنة الشياطين". يختار أبي وأمي خفة دم محمود عبد العزيز، السكندري زميل دراستهم. ويختار إخوتي عادل إمام. بينما أذهب أنا إلى هذا الفيلم المبهم وحيدًا. لا أفهم ماذا شدني حتى الآن. ربما رغبة المراهقين الحالمة في الاختلاف عن السائد والتمرد. وربما غير ذلك. كنت مع ثلاثة في القاعة. كانت الحفلة الأولى في السينما مما دفعني للاحتفاظ لسنوات بتذكرة الدخول ذات الرقم التسلسلي المميز. ربما 4. احتفظت بالتذكرة لكنني كرهت الفيلم ولم أفهمه. كرهت النهاية وظلام المشاهد. ولكنني لم أكن حزينًا أو غاضبًا. ربما أنار الفيلم شيئًا في. فلقد ظللت واعيًا بالكثير من تفاصيله لاحقًا قبل أن يصبح أحد أفلامي الأثيرة بنهايته الملهمة. وتبقى التذكرة لتذكرني بالتجربة المميزة
قبل أن ينتهي عام ٢٠١٥ كنت استكشف مساحات جديدة لم أعرفها في نفسي. كان هناك زلزالاً يرج كل ما هو ثابت فينعشه. في هذه الفترة هبطت قصة فيلم "جنة الشياطين" علي من علٍ وتربعت في فضاء أفكاري بقوة. استحضرَت معها فيلم الأستاذ القليوبي "البحر بيضحك ليه؟" والرواية التي ألهمت صناع الفيلمين لأمادو. مكثت أسابيعًا طوال تجتاحني فكرة الرجل الذي يقرر أن" يموت مرتين"، فيعيش حياتين، ويصبح شخصين. تزول العواصف وأدرك بعد زوال الغبار أن لجنة الشياطين الفضل في اتاحة الفكرة وفي إنارة الذهن وإثراء الخيال. فأُصبح مدينًا بالجميل لسينمائي لم أقابله أبدًا ولم أعرفه غير عبر حكايات أحد تلاميذه وأحد أعز أصدقائي، محمد صقر وقبل أن يبدأ ٢٠١٩ أقرر أنه سوف يكون عامًا مفصليًا بين حياتين. حياة عشتها وحياة أود أن أعيشها. عالمين أعيش بينهما بطبيعة تكويني واختياراتي، وتوجب علي أن أميل إلى أحدهما لتستقيم الأحوال. يبدأ العام الجديد بينما أتجاذب أطراف الحديث مع أصدقاء ومعارف بصحبة زوجتي في قلب القاهرة في يوم جمعة رائق. دعوة من هالة القوصي. مائدة عامرة ورسوم معلقة ووجوه بشوشة لأناس أعرف بعضهم. أتخيل أنها ربما تكون اللحظة الأخيرة لي في جمع كهذا بسبب القرار الذي كنت مقدمًا عليه في هذه اللحظة. يدق جرس الباب فيدخل الرجل. المفاجأة تفتح عيناي وتغلق فمي. أتردد في أن أقوم وأصافحه بينما تشير لي هالة وهي تعتقد أنني لا أعرفه. أستجمع جرأتي وأقوم مادًا يدي بعد أن يقترب مني، فيحييني بإسمه الأول. "أسامة". يجمعنا حديثًا مقتضبًا عن العمل والحياة في مصر. يمازحنا بأنه يبحث عن عمل في أي مكان وبأن الحياة أصبحت في مصر غير محتملة. تتجمد الكلمات في ذهني. بعد لحظات تلح فكرة. أود أن أحتفظ بتذكارًا لتواجدي مع الرجل في مكان واحد. هل يمكن أن أطلب أن تجمعنا صورة؟ تنصحني زوجتي بتحفظ بأنه ربما قد لا يحب. أميل لرأيها لتصوري المسبق عن شخصيته وأصرف نظري عن الفكرة. أضطر للانصراف شاكرًا للظروف التي جعلتني أقابل أسامة فوزي وجهًا لوجه لأول مرة. ولآخر مرة The following is an excerpt of Alexandria -and its "cosmopolitanism"- encore et toujours. A super interesting article by Hala Halim about Alexandria. It was published recently in Politics / Letters and includes a generous review of "17 Fouad Street". Thank you Hala! Another one of the new Alexandrian films to receive state funding, here in collaboration with independent film production companies, is the documentary 17 Fouad Street (2014), directed by Ahmed Nabil, which went on to garner several awards. The title is the address of Chaussures Edouard, the shop now run by Nubar, the son of the original Armenian owner, where the décor and footwear have grown retro by default, through a staid indifference to the blandishments of fashion.
I first watched 17 Fouad Street on March 5, 2014, at the Hurriyya Centre for Creativity in Alexandria, a venue that has gone through several transformations, much like the boulevard in downtown Alexandria after which it was named. Rue Fouad Premier (named after the then-king)–it had been Rue Rosette, and “is the most ancient in the city,” as Forster was once to remind us –was renamed Hurriyya (Freedom) Avenue after 1952 (some Alexandrians still use the old name), while the posh Muhammad ‘Ali Club on one of its street corners became the Hurriyya Cultural Palace, later revamped as the Centre for Creativity. The occasion was the screening of three short films among some 12 that had been recipients of Cultural Development Fund (Ministry of Culture) and Hurriyya Centre for Creativity sponsorship (17 Fouad Street, additionally, received Rufy’s support)–and the auditorium was packed with young people. Here, too, the fact of Alexandria being the second city in the world to witness cinematography was noted in the introductory remarks by Maher Guirguis, visual artist and member of the center’s board of directors, while a member of the Faculty of Fine Arts spoke of the films as “a visual archive” of the city. After the screening, the panelists singled out a common denominator between the three films: an anxiety about the attrition of Alexandrian heritage, a motif of “the fear of the transformations in today’s city.” Monsieur Edouard was read as “a symbol of the cosmopolitan Alexandria that we are losing”; but I found the suggestion that the shoe boxes that form the backdrop against which he sits “are like coffins” an upping of the nostalgia ante that did not do justice to the freshness of the film’s approach. The 32-minute 17 Fouad Street, set mostly inside the shop, took me by surprise in that at no point is M. Edouard asked to talk about his background, when it was that his Armenian family arrived in Egypt, and so on. It is only the webpage of 17 Fouad Street that a spiel on the history of the Armenian community is provided; there, too, Nabil has written that he directed 17 Fouad Street “under the influence of the French filmmaker Nicolas Philibert and his idea… that you can make a film ‘anywhere and about anyone’ because there is a ‘story’ to be told everywhere.” The very first words spoken in the film are by M. Edouard: his observations, anxiety barely muffled, about the location of military tanks near downtown banks place him squarely in the here and now of the city: Alexandria 2013, in the months after the deposition of President Morsi. The film places M. Edouard in time, not in a superannuated “outside time” zone. As 17 Fouad Streetobserves him in his shop–equal parts patina and practicality–it registers his quotidian in relation to the passage of time. There are at least two cycles of a day in the life of M. Edouard, demarcated by a black screen–including the morning and evening shifts in the shop, the latter part of the day bookended by the man himself sweeping the threshold of the shop on arrival and street light reflections on the vitrine. M. Edouard himself keeps two calendars on his walls, shuffles and then discards the day pages he’s torn off, as he navigates different temporalities. The one in Arabic script is the standard Egyptian version with each day in the Julian, Coptic and Islamic calendars; and–this the most explicit reference to his background–there’s a calendar in the Armenian script, keeping him tuned into the temporality of community. The only other reference to Alexandria’s Europeanized ethnic heterogeneity is a conversation, on the threshold of the shop, with an older Greek Alexandrian lady, in French, the unsubtitled slivers sifting into the shop apparently alluding to her compatriots who divide their time between Egypt and Greece. Otherwise, M. Edouard converses with clients in a faintly accented Egyptian colloquial tinged with khawagatigrammatical peculiarities. As most of the clients we see are regulars who return for the tried and tested footwear, the transactions pair conviviality and cosmopolitanism–why not?–with M. Edouard’s canny salesmanship. “You’ve worn this pair for three weeks, right?”–three years, five years comes the answer. He tries to press white shoes on a veiled woman who’s picked a black pair saying she’ll need this too for the hajj; but she’s already been on that and the lesser pilgrimage too, she says, on which occasion she wore a pair from his shop. Another veiled lady with her daughter smilingly says, “all our colleagues at the company used to come here. He really has a name. Sometimes on public transport I hear a woman saying I’m going to Edouard’s.” It’s a sweet-natured infomercial she volunteers, turning towards the camera. And then there’s what I think of as the Cinema Paradiso moment. The sequence is sparked when M. Edouard asks two Egyptian Alexandrian men spending time with him in the shop, “will you go Hambaring?” It’s dated Alexandrian slang for movie-going, a verb derived from the old Théâtre Alhambra, which eventually began screening films. We deduce it’s a Monday, the day films were changed at Alhambra, M. Edouard remembers, and in many Egyptian cinemas. Fond spectatorship reminiscences unfold: the ticket price that gave you a double bill; favorite genres, especially cowboy and circus movies; make-believe and the abandonment of disbelief; gestural enactments of a memorable scene studded with delectable non sequiturs (“Kirk Douglas and… what’s the name of that blue-eyed actor?”; “But they all have blue eyes”; “No, his were even bluer”). Gradually the mood darkens, registers cinematic attritions at home and abroad under the impact of globalization: such films are no longer made, though you can still watch some of the oldies on satellite; Alexandria’s old cinemas have been closing down (“But why?” “Video–and the dish, that killed it all off”), their names rattled off, Radio, the Strand, and now the Rialto demolished. The scene ends with M. Edouard telling one of the men as he heads for the door, “well, you can continue Hambaring at home,” the words giving way to voice-over of credits from Trapeze (dir. Carol Reed; 1956) that had so enthused one of the men. Kindly scroll down for updates 1 January 2018 |
BlogArchives
October 2022
Categories
All
|