عندما يرحل صديق إلى مكان بعيد، تبزغ دائمًا فكرة أن الصداقة لن تنقطع. وكلما كان الصديق مقربًا، كلما كانت الوعود بينك وبينك نفسك أقوى والثقة أكبر في أنه ربما فقط يتغير شكل التواصل بينكما ولكننا سوف نظل أصدقاء حتمًا. ومع تطور وتنوع وسائل التواصل خلال السنوات الأخيرة، أصبح الأمر أكثر تعقيدًا مما يدعو إلى مزيد من الثقة بل والصلف أحيانًا في المبالغة في الثقة. فبالقطع لن يمنعنا شيء أن نرفع جهازنا الصغير إلى مستوى يقترب من وجهنا وأن نلمس شاشته بضع لمسات خفيفة ناعمة لنسكب كل الأفكار والمشاعر وفيضانات الحب والكره والغيرة والرغبة والتداعي وغيرهم. بل أنه في لحظات ربما يتصل بنا الصديق بنفسه لنرى وجهه ونتبادل ما في الأعين من أفكار بدون كلمات. وخلال الأزمات سوف يكون الصديق بجانبك عن طريق منشورات علنية ليَذكرك أمام الجميع بالخير أو ليُذكرك بلحظة مهمة كل هذا صحيح ولكنه يفقد أهميته مع الوقت هذا الصديق يتحول ببطء وببساطة إلى شبح صديق. ذات موجودة وفاعلة ولكنها غير ملموسة. مما يدفعك بين حين وآخر إلى نسيانه أو التشكيك في وجوده أصلاً. تصبح صورته مع الوقت غائمة بغير ما يستجد منه وعنه طريق صور فيس بوك وإنستاجرام في مناسبات ولحظات محسوبة. يصبح كنجم يطل عليك من خلال غلاف مجلة عند بائع الجرائد في التسعينيات. تعرفه ولكنه لا يعرفك
0 Comments
Leave a Reply. |
BlogArchives
October 2022
Categories
All
|