بعد مدة تقترب من ثلاث سنوات أقوم بإنهاء عملي في مركز الچزويت الثقافي بالإسكندرية، كمدير لمركز الدراسات السينمائية، بعد خلاف مع إدارة المركز الحالية خلال عام ٢٠١٨ اختارني الأب فادي جورج - مدير المركز السابق- لكتابة مشروع إعادة إحياء مدرسة السينما والتي كانت قد توقفت بعد توقف الدورة السادسة متعثرة. وهي المدرسة التي أدين لها بدراسة صناعة الأفلام في الدورة الثانية بين عامي ٢٠٠٥ و٢٠٠٧. وعليه قمت بتصميم فكرة مركز الدراسات السكندرية وما يندرج تحته من أنشطة وأهمها مدرسة السينما متضمنًا المنهج وطريقة إختيار الطلبة وتحديد الميزانية المطلوبة. كما قمت باختيار الأستاذ بيتر عادل ليكون مساعدًا لي وبدأنا العمل فعليًا في صيف عام ٢٠١٩ لاختيار طلبة الدفعة السابعة بعد توفير الميزانية بسبب دعم كريم من السفارة الأمريكية بالقاهرة. بدأ العمل واستمر في إطار من التعاون شملنا به جميع العاملين بالمركز قُبيل نهاية العمل مع الدفعة الثامنة عام ٢٠٢١ تم تغيير في إدارة مركز الچزويت الثقافي بالإسكندرية. وأصبح واضحًا بعد عدد من المواقف وجود تغيير جذري في سياسة إدارة المركز. وهو ما أدى إلى تعليقي للعمل يوم ١ فبراير ٢٠٢٢ مع الدفعة التاسعة وتلى هذا عدد من المواقف والرسائل المتبادلة بين جميع الأطراف الوضع الحالي يمكن تلخيصه في توقف عمل المدرسة بعد إعفائي من مهام عملي يوم ٢١ فبراير واستقالة مساعدي الأستاذ بيتر عادل ورحيل جميع طلبة الدفعة التاسعة من المدرسة بعد إرسالهم تسعة رسائل مسببة لإدارة المركز. وعليه، فإنني أعلن إنهاء عملي في مدرسة السينما في مركز الچزويت الثقافي في الإسكندرية اليوم بعد ٥٠ يومًا من متواليات الضغط النفسي ونوبات الغضب والحزن. علماً بأنه تم إعلامي بالتخطيط لجلسة مع "مستشار فض نزاعات" وهي جلسة مرحب بها على كل حال رغم تأخرها وتأجيلها لأكثر من مرة بدون سبب واضح. ورغم عدم وجود "نزاع" من الأساس أود أن أتوجه بالشكر لزملائي من العاملين في المركز واللذين لولا مساندتهم لي واحتضانهم لمدرسة السينما خلال الدفعتين السابقتين لما خرجت النتيجة بهذا الشكل وأخص بالذكر الأساتذة عماد عياد وسامح فوزي وعصام لبيب ومينا ملاك وسوزان الألفي وچينا إميل ومجدولين سمعان وأحمد رمضان ومروان شعبان كما أود التوجه بالشكر والعرفان لجميع الأساتذة والأصدقاء اللذين تبرعوا بوقتهم - وبأجورهم أحيانًا - ليقوموا بلقاء أو بالتدريس لطلبة الثلاث دفعات. وأخص بالذكر فيهم هؤلاء الذين آمنوا بشكل كبير بالمدرسة وبطلبتها وبمشاريعهم وعلى رأسهم الأساتذة والأصدقاء محمد زيدان ومحمد الحديدي ومحمد صلاح وإسلام كمال وهند بكر وتامر السعيد وعلي العدوي وسامح نبيل ومايكل فوزي وهشام جبر وماريو محارب وعماد ماهر وأحمد الغنيمي وأحمد زيان ومارك لطفي ومحمد سمير ومصطفى يوسف وماجد نادر وأحمد ناجي ونادية كامل وندى رياض ومي زايد وميا أنادورتا وفلمنج لينجس (من الدنمارك) وروس كوفمان (من الولايات المتحدة الأمريكية) ومريم نعوم وشريف البنداري وأحمد عبد الله السيد وحسن الجريتلي ومحمد المصري الذي فاق كرمه بالوقت والمجهود والدقة في العمل ما كنا نحلم به كإدارة مدرسة وكطلبة وجود بيتر عادل كان صمام الأمان لي ولطلبة المدرسة على مدار السنوات الثلاثة الماضية. فعليًا كنت قد اخترته للعمل معي كمساعد ولكن انتهى به الأمر في مكانة الشريك. وأصبحت عاجزًا عن تصور أي مشروع لي في المستقبل بدونه. كنت محظوظًا باختياره للعمل معي في إدارة مدرسة السينما وتعلمت منه أكثر مما يعتقد أعتذر لطلبة الدفعة التاسعة التي لم أتمكن من أن أنهي عملي معهم لأسباب خارجة عن إرادتي. لقد ساهمت في اختيار كل واحد منكم للدراسة وأنا على يقين بإمكانياتكم. كما تعلمون، لدي التزام ناحية استكمال مشروع الدراسة الخاص بكم طالما تمسكتم به. وسوف أحاول استكمال هذا المشروع بشكل مستقل بدعم من الأصدقاء والمؤسسات الذين تطوعوا بالفعل للدعم وربما نتمكن من صنع مشاريع تخرج أيضًا مركز الچزويت الثقافي بالإسكندرية هو أحد أهم مراكز النشاط السينمائي في مصر وربما أقدمها وأكثرها تميزًا. تعلمت فيه وأجد نفسي مرتبط به عاطفيًا بشكل كبير. عملي فيه لسنوات سوف يبقى وسامًا على صدري لكونه أيضًا أحد أهم المساحات العامة التي قامت بتوفير نسائم الحرية والإبداع على مدار عقود للجميع في المدينة بدون تمييز. وسوف أظل مدينًا له بما لا يمكنني تسديده. أتذكر بكل العرفان وصادق الود من عاصرتهم من باعثي النهضة الثقافية في الإسكندرية من خلاله؛ السيد فادي چورچ أطال الله في عمره والأب فايز سعد اليسوعي، رحمه الله وددت بهذا النص أن أقوم بتسجيل بعض الحقائق التي أدت إلى نهاية هذا الفصل من علاقتي بمدرسة مدرسة السينما في مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية. عل هذا التسجيل يكون ذا نفع للباحثين والمهتمين بتاريخ الثقافة السينمائية ومدارس السينما في مصر. كما أقوم بهذا النص بطي صفحة كان سطرها الأخير سخيفًا ولكنها كانت في مجملها شديدة المتعة والنفع لي، آملاً أن تكون قد كانت أيضًا نافعة وممتعة لآخرين غيري
0 Comments
"To access a memory one has to enter the past and activate it through the present. Then there will be no past, nor is the newly activated moment a present time. It is a threshold time lying in the middle of both; thus deep time (past present and future) can now be neglected". Dealing with the memory is always interesting for me. In this context, I would like to shed the light upon some feedback from two kind ladies. They have recently watched "17 Fouad Street" and were generous enough to write me some inspiring emails. Reading and rereading these emails gave me ideas about how we treat our memories. And how we get to believe that certain details really existed in the past. However, maybe they did not.
قام الأستاذ محمد خان بالأمس بوداعي وداعًا خاصًا قبيل رحيله عن عالمنا اليوم. وسوف أظل فخورًا بهذا الأمر. فبالأمس لم أكن نفسيًا في أفضل حال. بدون سبب محدد تولد لدي شعور عام بالاحباط والقلق وعدم القدرة على الانجاز. تنتابني مثل تلك الحالات أحيانًا، حينها أحاول المقاومة بطرق شتى. أنجح أحيانًا وأفشل كثيرًا فألجأ إلى النوم أو مشاهدة الأفلام الروائية (حيث يتطلب التسجيلي مزاجًا رائقًا) أو قراءة عمل أدبي روائي. ولكن بالأمس فشلت محاولات تغيير المزاج إلى الأفضل وساعد في هذا جو الصيف الحار وقرار الحي الذي أسكن فيه بإقامة حفل ساهر بأغاني المهرجانات لطلبة الثانوية العامة. قررت اللجوء إلى حلقات بلال فضل "الموهوبون في الأرض". شاهدت حلقة أنغام ثم حلقة محمد خان. كان مدخل فضل إلى الحلقة هو قدرة خان على مواصلة الإبداع ونجاحه في إسكات حملات الانتقاد والتشهير -على مدار سنوات- بمواصلة العملأشار بلال إلى العديد من الأمثلة التي تضمنت أيضًا بعض الحِيل التي برع بها خان في تطويع إمكانيات ممثلين من قامة أحمد زكي وسعاد حسني مرورًا بعايدة رياض وغادة عادل. فكرت أنه ربما تكون فكرة جيدة أن أتصل بالأستاذ محمد وأدعوه لإقامة درس سينمائي عن إدارة الممثل بمكتبة الإسكندرية، حيث أعمل. وفكرت أنه كان يجب علي أن أفعل ذلك منذ فترة. فلقد تعاملت معه من قبل عندما قام بتحكيم إحدى دورات مشروع بلازا. وتذكرت أن التعامل معه كان شديد السلاسة. وأنه قام بقراءة عدد كبير من السيناريوهات وكتب ملاحظات دقيقة عن كل سيناريو فائز، كما كان حريصًا على التواجد يوم العرض والتعليق على الأفلام. وتذكرت ملحوظته عن تيتر أحد الأفلام وانتقاده للمخرجة بلطف لأن التيتر كان مكتوبًا بغير اللغة العربية. وتعجبت للمفارقة، حيث عانى الرجل لسنوات للحصول على جنسية الدولة التي بسببها تعلم العربية. كان الوقت متأخرًا على كل حال، ففكرت أن أقوم بمكالمته صباح اليوم لعرض الأمر عليه. واستبشرت بحبه للإسكندرية خيرًا، وأنه لن يرفض طلبي، وأنني سوف أقابله مجددًا على رصيف قطار محطة مصر لأقله بسيارتي للفندق كما فعلت عندما قابلته أول مرة. بل إن تلك لم تكن المرة الأولى. قابلته قبل ذلك في لقاء عابر مع صديقتنا المشتركة آيتن أمين في مول سان ستفانو. صافحني يومها وكنت شديد السعادة يومها أنني قابلته، ممنونًا لآيتن التي قدمتني إليه بلطف استمر بلال في الحديث عن خان وذكر فيما ذكر طريقة تصويره للمشهد الأخير في فيلم "طائر على الطريق" بين أحمد زكي وفردوس عبد الحميد. فتذكرت بدوري علاقتي بأفلام محمد خان واكتشافي للغته السينمائية الخاصة منذ أكثر من عشر سنوات. كان وقع الكثير من عناصر سينماه علي وقعًا شديد التميز. كان لها سحر ما. سحر بلا غموض تقريبًا. فالعلاقات واضحة والأفعال منطقية، بينما نشوة المشاهدة تتسرب إلي من حيث لاأدري. فغديت أتلذذ بأفلامه بغض النظر عن معرفتي معلومات كثيرة عن خلفية صنعها. والسياق التاريخي وارتباطها بالموجة الفرنسية الجديدة أو غيرها من الحركات السينمائية الأخرى. كنت كلما شاهدت "زوجة رجل مهم" أتذكر عبارة صديقي هاني محمد بأنه أجمل الأفلام. شاهدت هذا الفيلم وأنا صغير نسبيًا في السن، ولكنعندما شاهدته مؤخرًا هالني جمال المشهد الأخير. فبقدر ما فيه من عنف (قتل أب أمام إبنته وإنتحار البطل) فيه أيضًا حساسية كبيرة في البناء، حيث تتضافر كل العناصر في وحدة شديدة التماسك. كما يذكرني هذا الفيلم بأبي. فمشاهد إنهيار الفتيات بعد موت عبد الحليم حافظ هي المعادل البصري الوحيد لديْ لما حكاه أبي لي عن صعوبة تلك اللحظة في حياته، لحبه الشديد لعبد الحليم. كما أتذكر أمي التي لفتت نظري لأول مرة منذ سنوات عديدة إلى تفصيلة خلع الضابط لساعة يده قبيل استجوابه للصحفي. وأتذكر أنني قمت بالبحث عن مشهد المواجهة بين الصحفي والضابط في المقهى أكثر من مرة، بعد الثورة، لتأمله، والتلذذ بالحوار والتمثيل. أما "الحريف" فكان الفيلم الذي قام بتعريفي بقدرات عادل إمام كممثل، وربما هو أكثر عمل فني مرتبط بكرة القدم أحببته في حياتي. وفي زيارتي لمنزل المخرج التسجيلي العذب علي الغزولي بوسط القاهرة، أخبرني الرجل بأن سطح منزله هو السطح الذي تم استخدامه في تصوير الفيلم. ولكنهم كانوا قد أزالوا قاعدة اللوح الإعلاني الكبير المميز في الفيلم. وبالمناسبة هذا هو نفس السطح الذي صور منه الغزولي لقطات فيلمه "الشهيد والميدان" عن ثورة 25 يناير وكما يقول بلال في نهاية الحلقة، لا يتسع الوقت لذكر الكثير مما وقر في نفسي من سينما خان. والحقيقة أنني حتى لو لم أشاهد له في حياتي سوى "موعد على العشاء" لكان هذا كافيًا، فبصرف النظر عن يوسف شاهين، لا أجد مخرجًا آخر سجل حبه للأسكندرية بهذه السلاسة. فكلما مررت بمحل البن البرازيلي في تقاطع شارع سيزوستريس مع شارع شريف، ظهرت أمام عيني نظرة أحمد زكي لسامي سرحان وفي الخلفية ديكور المحل المميز. وكلما جال بصري بسور الميناء الشرقي القديم في محطة الرمل، لمحت حسين فهمي وهو يواجه أحمد زكي قبل أن تنهي سعاد حسني الموقف، ليدلف أحمد زكي إلى سيارتها ويتعانقا وهو يهمس لها بألا تخاف. وعندما أمر بكوافير "علام" حتى الآن، تحضر سعاد حسني بفستانها الأزرق وبجمالها الحزين محمولة على نغمات بيانو كمال بكيرالشجية كان لحديث بلال فضل عن مقاومة خان أثرًا إيجابيًا في نفسي بالأمس. تسرب إلي شعورًا قويًا بالقدرة على الإنتاج وإيجاد حلول والبقاء والنمو. ثم بدأت في مشاهدة فيلم خان الأخير الذي لم أكن قد شاهدته من قبل. فمنذ يومين كنت أتحدث مع صديقي محمد صقر الذي عمل في الفيلم بالقرب من خان، ووجدت أنها فرصة مناسبة للبدء في مشاهدة الفيلم عزيزي أستاذ محمد، أنا شاكر جدًا لمرورك بحياتي. وسوف أتفاخر دائمًا بأنك قد ودعتني وداعًا خاصًا. إلى اللقاء Fellini's "8½" is a film that I have watched several times. It is a film that I almost got stuck into! I kept on watching and re-watching it for weeks and weeks. I quoted excerpts of its dialogue in several situations and I even translated Guido's monologue -by the end of the film- into Arabic. I have simply fallen in love with this beautiful speech of him in the car talking to himself and to Luisa. The text captivated me that I wanted to interpret it into my own mother tongue. For months, Sarah and all my close friends were sick of me mentioning the film and referring to its characters all the time. The film haunted me that I ripped off all the text about the making off of the film, in all the books that I could lay a hand on, that deal with Fellini and his films. I believe that it could have even turned into a disorder, but anyway, I think I'm recovering now. One of the scenes that I never forget when it comes to this film is the scene when we see Luisa for the first time. (Actually it is not the very first time we see her. We get to see her before for less than a second in one of Guido's dreams, replacing his mother for an instant). That scene in which Guido goes to collect her after she arrives in the city where he is working on his upcoming film. By the beginning of the scene we do not know why is he there. He is looking around in the crowd aimlessly before he spots a lady that attracts his attention. He seems to be impressed and he follows her with his eyes. Luisa on the other hand is looking for him and doesn't seem to know where he is going to meet her exactly in this crowded area. When she sees him she smiles. He smiles too and seems to be very happy she came over. Actually this is almost the only scene in which they get along together well, at least for a moment. Afterwards all the scenes between them are either about him sneaking behind her back to do something she wouldn't approve. Or she finding out about things he has been doing (Mother-Son relationship?) . Or scenes of him in his dreams and fantasies where she is not the main character. This is the only scene where she is a "star". The only moment where she is the queen, and no other woman beating her. For Guido at this moment Luisa is everything when it comes to "women". She is just-right composition of what he needs from the other sex. There is only one or two elements when it comes to the other female characters. But with Luisa, and specially in this scene, she has ALL the elements. He sees her from the back, dressed simply and he is impressed. Probably this is how he met her for the first time actually. As opposed to Carla or Claudia or any of the other female characters in the film, there is nothing "exaggerated" in terms of her physical "tangible" qualities. She is not the super body (that he fantasizes about tweaking to be even better) like Carla is. And she is not Claudia, the most beautiful woman on Earth (who the sounds of the world are muted when she walks/flies around). She is simply Luisa. His companion. The spirit that makes him feel at home. The shadow of the mother. I believe that with this very scene Fellini has added to our heritage of humanity a piece of art that summarizes the relationship between husbands and wives when it comes to communities that cherish monogamy. He did that with a super simple Cinema language. |
BlogArchives
October 2022
Categories
All
|